غزة.. حين تنهش الكلاب جثث الشهداء تحت صمت العالم
غزة بين منع الحياة ونهش الموت
في زمن يُسمّى “التحضّر”، وداخل عالم يرفع شعارات حقوق الإنسان، تقف غزة في مواجهة عقاب جماعي ممنهج. الاحتلال يمنع أهلها من حق الحياة، ويترك جثث الشهداء في الشوارع فريسة للكلاب الضالة. العالم، ببرود مخجل، يغلق عينيه ويسد أذنيه عن هذه المشاهد.
غزة.. حيث تُقتل الحياة قبل أن تبدأ
الحصار يخنق غزة منذ سنوات، لكنه اليوم يضغط عليها حتى الرمق الأخير:
-
الطعام: رفوف الأسواق فارغة، والأسعار تحرق الجيوب.
-
الماء: يصل ملوثًا أو ينقطع تمامًا.
-
الكهرباء: دقائق معدودة في اليوم.
-
المستشفيات: تكتظ بالجرحى، والأدوية الحيوية نفدت.
وسط هذا المشهد، تقصف الطائرات البيوت بلا رحمة، وتهدمها فوق رؤوس ساكنيها. الأطفال يُهجّرون بين الركام، والأمهات يودّعن أبناءهن الشهداء بقلوب مكسورة.
نهش الموت في صمت مهين
المجزرة لا تتوقف عند القتل. الاحتلال يقطع الطرق ويمنع الأهالي من الوصول إلى جثث أحبائهم. الجثث تبقى في الشوارع، تحت الشمس، بلا دفن. الكلاب الضالة تنهش أجساد الشهداء، والمشهد يفضح وحشية العالم وفقدانه لأي حس إنساني.
أين العالم؟
العالم، الذي اعتاد إصدار بيانات “القلق العميق”، يقف اليوم صامتًا:
-
الدول الكبرى تلتزم الصمت وتواصل علاقاتها مع القاتل.
-
الإعلام العالمي يتجاهل الضحايا الحقيقيين، ويروّج روايات منحازة.
-
الأنظمة العربية تعجز عن كسر الحصار أو حماية المدنيين.
الموت صار عاديًا؟
ما يجري في غزة ليس أرقامًا باردة في تقارير. إنها إبادة جماعية تسير ببطء. الحياة تُسلب، والأمان يُمحى، وحتى الموت يهان بالنهش والسحل أمام الجميع.
خاتمة: أين الضمير؟
ما يحدث في غزة اليوم اختبار للإنسانية جمعاء. من يختار الصمت يشارك في الجريمة. الكرامة في الموت حق إنساني، لكن في غزة، الاحتلال يسرق حتى هذا الحق.
العار سيلاحق الصامتين، لأن الصمت أمام هذه المأساة خيانة للإنسانية نفسها.