لماذا ننجذب لأشخاص يشبهون جروحنا؟ السرّ العاطفي الذي لا نراه
قد تلتقي بشخص وتشعر بانجذاب غريب نحوه:
لا تعرفه جيداً، لم يثبت لك شيئاً، وربما لا يناسبك أصلاً…
ومع ذلك تشعر وكأنه “مألوف” بطريقة غير مفهومة.
لكن الحقيقة العميقة هي:
نسبة كبيرة من انجذابنا لا تأتي من الحب… بل من الجروح القديمة.
ننجذب ليس إلى الشخص نفسه، بل إلى “الإحساس” الذي يوقظه داخلنا — حتى لو كان مؤلماً.
ننجذب لمن يشبه ماضينا… وليس لمن يناسب مستقبلنا
العقل الواعي يبحث عن شريك مناسب، لكنه ليس من يقود المشاعر.
من يقود الانجذاب هو:
-
اللاوعي
-
الذكريات
-
الطفولة
-
الجروح
-
الاحتياجات غير المحققة
لذلك نجد أنفسنا نكرر نفس الأنماط العاطفية رغم الألم.
الأشخاص الذين يشبهون جروحنا يوقظون داخلنا شعوراً مألوفاً
الدماغ يحب المألوف حتى لو كان مؤذياً.
إذا كنت نشأت في بيئة فيها:
-
إهمال
-
نقد قاسي
-
حب مشروط
-
غياب عاطفي
-
أو علاقات غير مستقرة
سيشعر قلبك بـ “راحة غريبة” مع الأشخاص الذين يعيدون لك نفس الإحساس.
ليس لأنهم مناسبون…
بل لأنهم يشبهون الجرح الذي تعرفه جيداً.
لماذا يحدث هذا الانجذاب؟ الأسباب النفسية الحقيقية
1. محاولة شفاء الماضي عبر شخص جديد
اللاوعي يقول:
“إذا نجحت هذه العلاقة، سأشفى من الماضي.”
فنتمسك بالشخص الخطأ أملاً في إصلاح جرح قديم.
2. الخوف من الحب السهل
الحب الصحي يشعر الشخص المجروح بأنه غريب.
البعض يخاف من:
-
الهدوء
-
الاحترام
-
الوضوح
-
الاهتمام الحقيقي
لأنهم اعتادوا العلاقة المؤذية.
3. الانجذاب للعبة المطاردة
عندما يجعلنا الطرف الآخر نلاحقه، نشعر أننا “نثبت قيمتنا”.
فتصبح العلاقة صراعاً، وليست حباً.
4. إعادة خلق الدور الذي اعتدنا عليه
بعض الناس اعتادوا دور “المنقذ”، وآخرون اعتادوا دور “المنكسِر”.
فيميل كل واحد تلقائياً لشخص يعيد نفس الدور.
5. نقص الوعي الذاتي
عندما لا نفهم مشاعرنا أو احتياجاتنا، نقع في العلاقات الخطأ بسهولة… لأننا لا نعرف ماذا نريد فعلاً.
كيف تعرف أنك منجذب لشخص يشبه جرحك؟
-
تشعر براحة غريبة معه رغم أنه يؤذيك
-
تتنازل كثيراً دون سبب
-
تعتبره “فرصة نادرة” رغم العكس
-
تخاف أن تخسره أكثر مما تخاف أن تتأذى منه
-
تعطيه قيمة أكبر من قيمته
-
تدافع عنه أمام نفسك
-
تصبر على ما لا يُصبر عليه
هذه ليست علامات حب…
بل علامات ارتباط بجرح قديم.
كيف تخرج من هذا النوع من الانجذاب؟
1. اعرف جرحك أولاً
هل تبحث عن اهتمام؟
حب؟
احتواء؟
أمان؟
تقدير؟
إثبات ذات؟
معرفة الجرح = نصف العلاج.
2. توقف عن إصلاح الماضي باستخدام أشخاص جدد
لن يتغير الماضي…
لكن المستقبل ما زال بين يديك.
3. اختر من يعاملك باحترام حتى لو لم يوقظ “الشرارة المؤذية”
أحياناً أكثر الأشخاص مناسبين لك… هم الذين لم تتعود على حبهم بعد.
4. راقب الأفعال وليس مشاعر اللحظة
المشاعر تخدع، لكن الأفعال لا تكذب.
5. اعمل على بناء حب ذاتك
كلما زاد احترامك لنفسك، قلت احتمالية انجذابك للشخص غير المناسب.
الخلاصة
نحن لا نقع في حب الأشخاص الخطأ…
نحن نقع في حب “الأنماط” التي بُنيت داخلنا منذ سنوات.
وعندما نفهم هذا النمط، نستطيع تغييره.
وعندما نغيّره، سنختار من يناسب قلوبنا… لا من يشبه جراحنا.

