الرقاقة الدرعاوية: تراث شهي من جنوب سوريا

تُعتبر “الرقاقة” أو كما تُعرف أيضًا بـ**”مكمورة اللحم”**، واحدة من الأطباق التراثية الشهيرة التي تنتمي إلى

مطبخ محافظة درعا في جنوب سوريا. هذا الطبق يحمل عبق التاريخ وينقل نكهة الأرض والكرم الذي تتميز به

هذه المنطقة. تُحضَّر الرقاقة بمهارة ودقة، حيث تجمع بين البساطة في المكونات والغنى في الطعم.

ما هي الرقاقة؟

“الرقاقة” عبارة عن طبق يجمع بين العجين الطري واللحم المطبوخ، يُطهى بطريقة تقليدية تُبرز الطعم الطبيعي

للمكونات. يعتمد هذا الطبق على مكونات رئيسية تشمل اللحم المفروم أو قطع اللحم الطرية، والبصل، والبهارات،

والعجين المصنوع من الدقيق والماء والملح.

يتم تحضير العجين على شكل طبقات رقيقة تُفرد بدقة وتُرصّ فوق بعضها البعض مع حشوة اللحم والبصل بين كل

طبقة. ثم يُطهى الطبق إما في فرن تقليدي أو داخل التنور، مما يمنحه قوامًا مقرمشًا من الخارج وطراوة لا تُقاوم

من الداخل.

طريقة التحضير التقليدية

المكونات:

• دقيق أبيض.
• ماء دافئ.
• ملح.
• لحم مفروم (أو قطع لحم صغيرة).
• بصل مفروم.
• زيت زيتون أو سمن بلدي.
• بهارات: (فلفل أسود، قرفة، وبهار مشكل حسب الرغبة).

الخطوات

تحضير العجين:

يُمزج الدقيق مع الماء والملح حتى نحصل على عجينة مرنة وسهلة الفرد. تُترك لتختمر قليلًا.

تحضير الحشوة:

يُطهى البصل المفروم مع اللحم في قليل من الزيت أو السمن حتى ينضج، ثم تُضاف البهارات لتعزيز النكهة.

ترتيب الطبقات:

تُفرد العجينة على شكل دوائر رقيقة، وتُرصّ في صينية مدهونة بالزيت، مع وضع طبقة من الحشوة بين كل

طبقتين من العجين.

الخبز:

تُخبز الصينية في فرن ساخن حتى تنضج الطبقات وتصبح ذهبية اللون، أو تُطهى في تنور تقليدي ليكتسب

الطبق نكهة مميزة.

النكهة والتقاليد

ما يجعل الرقاقة طبقًا استثنائيًا ليس فقط مذاقها الشهي، بل الروح التراثية التي تحملها. فهي تُحضَّر غالبًا في

المناسبات الخاصة مثل الأعياد والولائم الكبيرة. في درعا، تُعتبر هذه الأكلة رمزًا للكرم وحسن الضيافة، وغالبًا

ما تُقدَّم مع اللبن الطازج أو الزبادي لتُكمل وجبة لا تُنسى.

في الختام تأثير الحداثة

مع مرور الزمن، أصبحت الرقاقة تُحضر بلمسات عصرية أحيانًا، كإضافة المكسرات أو الخضروات للحشوة، لكنها

لا تزال تُحافظ على جوهرها التقليدي الذي يعكس أصالة المطبخ الدرعاوي.

ختامًا، “الرقاقة” ليست مجرد أكلة، بل قصة تحكي عن ثقافة وتاريخ درعا، تُظهر بساطة الحياة وثراء المذاق

الذي يجعلها حاضرة في قلوب السوريين ومطابخهم حتى اليوم. 🍽️