النمرود الملك الجبار الذي تحدّى الله فهلك ببعوضة
من هو النمرود؟
النمرود بن كنعان يُعدّ في الروايات الدينية والتاريخية أحد أعتى ملوك الأرض وأكثرهم طغيانًا. حكم بابل في زمن سحيق، وامتلك سلطانًا واسعًا وجيشًا عظيمًا، حتى ظنّ أنه فوق البشر وربّهم.
هو ليس مجرد ملك ظالم، بل أول من ادّعى الألوهية علنًا، ولبس التاج رمزًا للربوبية، وسخّر الناس بالقوة والخوف.
النمرود وادعاء الألوهية
بحسب ما ورد في المصادر الإسلامية واليهودية:
-
ادّعى النمرود أنه يحيي ويميت
-
فرض نفسه إلهًا يُطاع
-
جمع الكهنة والجنود لتثبيت سلطته
-
جعل بابل مركزًا لعبادته
لم يكن حكمه قائمًا على العدل، بل على القهر والبطش واستعراض القوة.
المواجهة مع نبي الله إبراهيم عليه السلام
بلغ طغيان النمرود ذروته عندما واجه نبي الله إبراهيم عليه السلام، الذي دعاه إلى عبادة الله الواحد.
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ﴾
جادل النمرود إبراهيم مدّعيًا الألوهية، فقال:
أنا أحيي وأميت
لكن عندما قال له إبراهيم:
فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ
بهت الذي كفر، وسقط منطقه أمام الحقيقة.
حرق إبراهيم… وفشل الجبروت
أمر النمرود بإشعال نار عظيمة لم يُرَ مثلها، وألقى فيها إبراهيم عليه السلام ليكون عبرة لكل من يعارضه.
لكن الله قال:
﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾
فخرج إبراهيم سالمًا، وانهزم النمرود نفسيًا، لكن غروره لم ينكسر.
جيش النمرود ونهاية القوة
جمع النمرود جيشًا ضخمًا ليحارب قدرة الله، كما ورد في الروايات، لكن النهاية لم تأتِ بسيف ولا بجيش.
الهلاك الذي لا يُنسى
أرسل الله بعوضة صغيرة:
-
دخلت في أنف النمرود
-
وصلت إلى دماغه
-
عاش في عذاب شديد
-
كان يُضرب رأسه بالأحذية لتخفيف الألم
وبهذه الطريقة هلك من ادّعى الألوهية، ليكون عبرة للتاريخ.
النمرود والملوك الأربعة الذين حكموا الأرض
في الروايات الإسلامية، ذُكر أن أربعة ملوك حكموا الأرض كلها:
-
مؤمنان:
-
ذو القرنين
-
سليمان عليه السلام
-
-
كافران:
-
النمرود
-
بختنصر (أو نبوخذ نصّر)
-
وكان النمرود أكثرهم طغيانًا وادعاءً للربوبية.
كيف تنظر المصادر اليهودية إلى النمرود؟
في التقاليد اليهودية:
-
يُذكر النمرود كملك جبار
-
عدو للتوحيد
-
مضطهد لإبراهيم
-
رمز للتمرد على الله
وهذا يلتقي بوضوح مع الرؤية الإسلامية في جوهر القصة.
الدرس التاريخي والديني
قصة النمرود ليست مجرد حكاية:
-
القوة لا تعني الحق
-
الملك لا يمنح الألوهية
-
الطغيان نهايته الذل
من ظنّ نفسه إلهًا، هلك بأضعف خلق الله.
